السفير نبيل حبشي… نموذج يُحتذى في خدمة المصريين بالخارج

بقلم: محمد أحمد فؤاد أمين
صاحب شركة الفؤاد للتثمين العقاري
وعضو الاتحاد الدولي للعقارات

في زمن تكثر فيه الشكاوى من الإجراءات البيروقراطية وتتعالى الأصوات مطالبة بتحسين الأداء القنصلي، وجدت نفسي أمام تجربة شخصية كشفت لي جانبين متناقضين من تعامل الدولة مع أبنائها بالخارج: جانب مؤلم ممثل في بطء وتجاهل بعض البعثات القنصلية، وآخر مضيء ومشرف تجسّد في موقف استثنائي للسفير نبيل حبشي، نائب وزير الخارجية لشؤون المصريين بالخارج.

بدأت القصة بمحاولة بسيطة لتجديد جواز سفر طفلتي المصرية ذات الأربعة عشر عامًا المقيمة معي في دبي. وبسبب ظروف الطيران الحالية وخوفها من السفر، لم أتمكن من اصطحابها إلى مصر، فسافرت وحدي إلى القاهرة آملاً في إنهاء الإجراء هناك، لأُفاجأ بأن وجود الطفلة شرط أساسي، أو أن أعود وأقدّم المعاملة في قنصلية مصر في دبي.

GIF 1

عدت إلى دبي وقدّمت طلبًا رسميًا ضمن ما يُسمّى “الخدمة العاجلة”، والتي كلفتني 1100 درهم، ظنًا أنها ستُنجز المعاملة سريعًا. لكن الصدمة كانت أن الموظف أخبرني بأن مدة التجديد لا تقل عن 30 يومًا حتى بهذه الخدمة!

وحين حاولت مقابلة القنصل لشرح الحالة الإنسانية، أبلغني أحد الموظفين بأن هناك أكثر من 250 طلبًا يوميًا تُقدَّم لمقابلته، وأن القنصل يقرأها جميعًا بنفسه. وهنا يبرز سؤال منطقي: إذا استغرق كل طلب دقيقتين فقط للقراءة، فهذا يعني أكثر من 8 ساعات يوميًا مخصصة للقراءة فقط! فهل هذا عملي؟ وهل من المنطقي أن يُهدر المواطن وقته في طلب قد لا يُقرأ أو لا يُؤخذ به؟

وسط هذا الإحباط، قررت أن أطرق بابًا أعلى، فلجأت إلى السفير نبيل حبشي، نائب وزير الخارجية. توقعت ألا أصل، أو أن يُحال الأمر إلى سكرتير أو موظف، لكن المفاجأة التي كانت موضع تقدير عميق، أن السفير رد بنفسه، واستمع إلى التفاصيل، واهتم بالأمر بقدر كبير من الإنسانية والمسؤولية.

ولعل الأهم من ذلك، أن هذا الموقف لم يكن تصرفًا فرديًا معزولًا، بل يأتي منسجمًا تمامًا مع توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يضع دائمًا المواطن في قلب أولويات الدولة، ويشدد في خطاباته ومبادراته على ضرورة تطوير الخدمات الحكومية، وخاصة القنصلية، لتليق بالمصريين في الخارج، وتُشعرهم بأن دولتهم معهم، تحميهم وتُقدّرهم.
ما قام به السفير حبشي يُعد تجسيدًا عمليًا لهذه الرؤية الرئاسية، ويؤكد أن هناك من يسعى فعليًا لترجمتها إلى واقع ملموس يشعر به المواطن العادي.

لقد كان حديث السفير راقيًا، وموقفه سريعًا، وأسلوبه يحمل رسالة واضحة: أن الدولة، حين يُمثّلها رجال بحجم السفير حبشي، فإن كرامة المواطن لا تُهمل، وصوته لا يُتجاهل.

لم يكن هذا مجرد تدخل إداري، بل كان موقفًا يُجسد القدوة في كيفية تعامل مسؤولي الدولة مع أبنائهم في الخارج. السفير نبيل حبشي لم يحل المشكلة فقط، بل أعاد لنا الإحساس بأن هناك من يسمع، ومن يهتم، ومن يضع الكرامة الإنسانية فوق الإجراءات الورقية.

تجربتي هذه كانت ستبقى جرحًا مفتوحًا لولا تدخّل السفير. لذا، أكتب اليوم لا لأشتكي، بل لأقول شكرًا من القلب. شكرًا لسفير أدرك المعنى الحقيقي للدبلوماسية، وجسّد بأفعاله ما نتمناه من كل ممثلي الدولة في الخارج.

رسالتي أن يُحتذى بهذا النموذج في كل قنصلية وسفارة، وأن يُعاد النظر في الأساليب البيروقراطية التي لا تليق بمكانة المواطن المصري. فالحلول ليست مستحيلة، ولكنها تتطلب إرادة حقيقية، ورجالًا بحجم السفير نبيل حبشي.

الكرامة لا تُنتزع… الكرامة تُمنح حين يكون في مواقع المسؤولية من يحمل ضمير الدولة، ويضع الإنسان أولًا.

Click Here to check Mohamed Ahmed Fouad Amin

Latest Post